تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
204025 مشاهدة print word pdf
line-top
خلق الله للإنسان وأفعاله

...............................................................................


الإنسان ليس الذي هو يخلق أفعاله ليس هو الذي يخلق أولاده ليس هو الذي يخلق ذريته، لو كان كذلك لحرص على أن يكون أولاده مثلاً كلهم ذكوراً مثلاً، أو على أن يكون حسناً خلقهم، ولم يك فيهم مشوه ولم يك فيهم ناقص الخلق، ولم يك فيهم دميماً بل الله تعالى هو الذي يخلقهم يقول الله تعالى يقول: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ويقول تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ .
كذلك أيضاً بالنسبة إلى بقية المخلوقات معلوم مثلاً أن الله تعالى ألهمها ما يحصل به هذا التوالد. أي: جعل للذكور مثلاً شهوة في الذكور والفحول ، شهوة تدفعها إلى هذا الاتصال الجنسي بإناثها وكل يميل إلى جنسة، فمثلاً بهيمة الأنعام يميل بعضها إلى بعض فلا تجد الذكر من المعز ينزو على الأنثى من الضأن ولا بالعكس، وكذلك أيضاً لا تجد الذكر من الإبل ينزو على الأنثى من البقر، وكذلك العكس. الذي ألهمها هو الذي أودع فيها هذه الفطرة أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى لماذا؟ ليحصل ما قدره الله من هذا التوالد الذي قدر خلقه، وقدر إيجاده.
لا شك أن هذا من آيات الله الدالة على عظمته سبحانه وتعالى، فإذا عرفنا أنه قدَّر إيجادها في هذا الوجود فهو الذي أيضًا قدر الموت عليها قدر الموت على جنس الإنسان بأسباب محسوسة أو بغير أسباب فلو شاء لجعل الإنسان إنسانًا واحدًا لا يتغير ولكن جعله يتغير من كونه رضيعاً إلى كونه فطيمًا إلى كونه شابًا إلى يافعًا إلى كهلاً إلى شيخًا إلى هرِمًا إلى أن يكون ممن يرد إلى أرذل العمر، وهكذا أيضًا قدر للحيوانات أعمارًا لا تتجاوزها، وهكذا أيضًا بقية المخلوقات قدر لها حدودًا.
لا شك أن هذا كله إذا تأمله العاقل عرف بذلك عظمة الخالق، وأنه ما خلق إلا لحكمة وأنه الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، وهكذا أيضاً إذا تأملنا كلام الله الذي أنزله وجعله هدى وبيانًا وشفاءً نعرف من كل آية دلالة عظيمة على عظم الخالق سبحانه وتعالى وعلى أنه المتصف بصفات الكمال، والمنزه عن النقائص في الأقوال والأفعال، فنتأمل مثلاً...

line-bottom